الأربعاء، 3 فبراير 2010

أوجاع المعدة و علاجها

* . اعلم أن المعدة هي حوض البدن ما صدر منها صالحاً أصلح و ما صدر منها فاسداً افسد ، مرضها يكون سبباً لجميع الأمراض ، وهي أن يحتقن أحد الأخلاط الأربعة فيها و أمراضها منقسمة إلى أربعة أقسام و هي الشهوة الكلبية و الشهوة الكاذبة و الغثيان و الشبع الكاذب ،
ـــ أما ( الشهوة الكلبية ) : فهو أن يأكل الإنسان إلى أن يشبع و هو يشتهي الطعام و يستحيل الطعام والغذاء في جوفه و ينهضم سريعاً قبل عادة الهضم المعتدل فيجوع جوعاً شديداً و لايصدق حتى يلقى الطعام فيأكله فهذه تسمى الشهوة الكلبية . و سبب ذلك خلط صفراوي محتقن في المعدة .
*. ( العلاج ) : شرب ماء الليم ( الليمون ) مع السكر و يتغذى بـ "خبز نقي الحنطة =القمح" مع الجلاب و يأكل ما كان بارداً رطباً و يترك ما سواه فإنه مجرب
ـــ ( الشهوة الكاذبة ) : أن يكون الإنسان لايشتهي الطعام شهوة عظيمة حتى إذا حضر الطعام أخذ لقمة أو لقمتين ثم عافه " قرف منه " و هم أن يتقيأ من شدة الغثيان سبب ذلك خلط دموي محتقن في المعدة و رخاوة فيها 
*. ( العلاج ) : يتقيأ بخل و ماء حار ثم يأخذ الرمانة الحامضة المهروسة بقشرها ولبها و حبها و يتغذى بالمرورة و حب الرمان أو خلا ويجتنب ما عدا ذلك فإنه نافع
ـــ و ( أما الشبع الكاذب ) : فهو أن يشتهي صاحبه الطعام حتى إذا حضر الطعام و أكل قليلاً أحس كأنه ممتلئ منه و يشبع قبل الشبع المعتاد
*. ( العلاج ) : أن يتقيأ بماء حار و ملح و خل و يستعمل الشراب العسلي و هو أن ينزع رغوة العسل و يطرح في كل رطل منه درهم مصطكى و درهم فلفل و درهم زنجبيل ثم ينزل ويستعمل و الغذاء لباب خمير الحنطة و مرق الفراريج و نحوها فإنه نافع جيد مجرب
ـــ أما ( الغثيان ) : و هو الذي لا يشتهي صاحبه الطعام أصلاً و لا يكون إلا غاثي النفس عافي الطعام و إذا حضر الطعام أكله و هم أن يتقيأ . سببه إحتقان خلط بلغمي زائد في المعدة . 
*. ( العلاج ) : يتقيأ أولاً بخل و عسل و يأكل الرمانة الحامضة المهروسة بأجمعها كما ذكرنا أولاً في منافعها فإنها تدبغ المعدة و يستعمل هذا السفوف مصطكى فلفل قرنفل زنجبيل سماق  فإن لم يجد فعوضه النانخة و كمون وملح يدق الجميع ناعماً ويسف منه على الريق وقبل الطعام و بعده وعند النوم . و الغذاء نقي الحنطة الناعمة و مرق الفروج "الدجاج" المعمول بالكوامخ الحارة الحريفية و يجتنب ما عدا ذلك فإنه جيد مجرب و السماق في الأدوية المذكورة هو ورق العثرب . و أعلم أن الغثيان يكون غالباً من البلغم و من ضعف الهضم و إذا أصاب أسباباً تضربه فإذا ظهر لك فيه علامات زيادة البلغم عالجته بما يخرجه أو يقطعه و إن ظهر لك ضعف الهضم أعطه الأدوية المعينة على قوة الهضم و هي مذكورة فيما بعد .


# أدوية الغثيان :
ــ الشمر : إذا شرب بالماء البارد بعد أن يسحق يسكن الغثيان خصوصاً في الحميات مجرب و أما
ــ الباذنجان : إذا أكل بالخل نفع من الغثيان
ــ النانخة : تنفع من الغثيان و تنفع أيضاً لمن لايجد طعماً للطعام في فمه
ــ القرنفل : يقوي المعدة و ينفع من الغثيان و القئ الذريع و لضعف شهوة الطعام و أكثر ما يكون ذلك من الحرارة فيصلح الحامض خصوصاً الخل و ماء الليم إذا شرب على الريق فإن كان ضعف الشهوة عن برد فيسف له النانخة و الصعتر و يأكل حينئذ كل حار يابس كالعسل و اللحم المقلي المنشف و إن كان ذلك مع ضعف المعدة فيخفف الغذاء بأن يطال عجينه و يزاد في ملحه عن العادة و يجعل فيه الحبة السوداء و نحوها من طاردات الهيج كالكمون و الكراويا و الشور و ما أشبهه مما ينبت الشهوة جيداً و يهضم الطعام كالنانحة و قيل ملح يدق ويبل بماء الليم و يؤكل ( و للهضم أيضاً ) فلفل و دار فلفل أجزاء سواء و هيل أيضاً و مثل الجميع سكر أبيض يستعمل مسفوفا ً منها صاحب الحرارة شيئاً يسيراً و صاحب البرودةقفلة أو قفلة و نصفا قبل الطعام و إن شاء على الريق و إستعماله بكرة و عشية و لمن لا يأكل اللحم يأخذ بصلاً ويسلق وحده ثم يأخذ اللحم و يطبخه وحده و يأكل لحمه و بصله فإنه يستقر عليه و هو دواء جيد

ــ فصل لبرد المعدة و برد سائر الجسم ويعين على الهضم حتى يزداد : أكل صاحبه على عادته زيادة بينة و ينفع من البرد المستولي على الجسم نفعاً بيناً و هو أن يربى الفلفل كما يربى الزنجبيل و يتناول منه على الريق و بعد الطعام فهو غاية و لا بأس به بعد النوم و لكن ينبغي أن يكون إستعماله على الريق أكثر قدراً من إستعماله في باقي الأوقات المذكورة .
ــ فيما ينفع لذهاب العطش و لحصر البول : يؤخذ لعاب بذر قطونا ثم يركب على نار لينة و يذر عليه من السكر الأبيض المدقوق حتى ينعقد و يستعمل منه المحرور الذي يشرب الماء كثيراً كل يوم قفلتين و إذا وجد العافية قطعه و لايكثر منه بل يأخذ عند الحاجة فإنه يقطع العطش و شهوة الماء رأساً ( صفة : لمن يشرب الماء كثيراً و يبول كثيراً و يقطع منه العطش و يذهب بالصفراء و يطفئ الحرارة بجميع البدن ، و ذلك بأن يأخذ بذر قطونا و ينقع في الماء العذب ساعة ثم يضرب و يعصر بخرقة و يؤخذ وزنه مرتين من السكر بعد دقه و يوقد عليه بنار لينة حتى يتحلل و يذوب ثم يلقى عليه اللعاب و يعقد بنار لينة ثم يستعمل منه كل يوم مثقالاً و يصبر عليه ثلاث ساعات و يأكل خميراً أو مزورة حمراء أو قطبياً إن أحب و هذه الصفة قد جربتها و أمرت بها غير واحد و هو مجرب

# فصل في الأدوية المطفئة للإلتهاب في المعدة المسكنة للذعها  : 
 ــ لب الأترج : خاصيته يطفئ حرارة المعدة و إذا أكل الرمان الحامض ينفع المعدة و الكبد الملتهبين
ــ الصندل : جميعه يبرد المعدة إذا وضع عليها من خارج
ــ السمسم : إذا أكل يسكن الحرارة و اللذع في المعدة
ــ و لعاب بذر القطونا : يسكن اللذع في المعدة
ــ و الخوخ : في الناجح و هو الفرسك جيد للمعدة و يطفئ لهبها و يسكن عطشها
ــ اللبن الحامض : المنزوع الزبد ينفع من التهاب المعدة إذا شرب

# فصل في الأشياء المعطشة

ــ الجبت العتيق : ردئ يلهب المعدة و يعطش
ــ اللبن : يعطش
ــ البصل : إذا أكل يحدث حرقة في المعدة
ــ و أما الثوم : فإنه يقطع العطش البلغمي . و أما أهل المزاج الحار يعطشهم .


# فصل في ضعف المعدة :
ــ إعلم أن ضعف المعدة يكون سبباً لأمراض البدن جميعها و كل شئ في المعدة و عموم أمراض المعدة تتبع التخم و الإمتلاء و كذلك لا يخصب بدن النهم لأن طعامه لا ينهضم و لا ينتفع به البدن و الذي يمسك به بقية شهوة الطعام يخصب بدنه لأن هضم معدته  . . .. و الله أعلم .


# فصل في علاج التخم : ينفع لذلك القئ و تليين الطبيعة و كذا الصوم و ترك الطعام أمكن فإن لم يكن يطيق تركه فالتقليل و الرياضة إذا لم يكن امتلاء يخاف حركته بالحركة فإن خيف فالسكون و النوم الطويل ثم يدرج أكل الطعام و ربما كانت التخم من كثرة الدعة و النوم لأن الحركة تدفع الفضول